فلسطين أرض الديانات.. خليل الكوع مسيحي يروي ظمأ المسلمين في "شهر رمضان"

[ad_1]

بين الطرقات الحيوية في مدينة نابلس،
يتنقل الشاب المسيحي خليل كوع وهو يرتدي على عنقه قلادة الصليب بين
مركبات المواطنين حاملاً بيديه عبوات الماء والتمر يقدمها للمواطنين
الصائمين مع موعد آذان المغرب، وبوجهه المبتسم يرحب بالسائقين، مهنئًا
إياهم بحلول شهر رمضان المبارك بقوله “رمضان كريم”.

وللعام الحادي عشر على التوالي، يواصل
المسيحي خليل كوع التجهيزات لاستقبال شهر رمضان لتنفيذ هذه المبادرة،
وتعليق الزينة والفوانيس والأضواء في الأسواق والشوارع، إلا أن
الأحداث الأليمة التي شهدتها المدينة في ظل اقتحامات الاحتلال
الإسرائيلي، جعلته يقتصر فقط على توزيع التمر والماء، مجسدًا بذلك أن
فلسطين أرض الديانات في كل المناسبات الدينية والوطنية.

ويقول كوع لمراسلة “حياة واشنطن”: “في
عام 2012 اقترح علي صديقي المسلم بتنفيذ المبادرة مع صديق آخر من
الطائفة السامرية، وبالفعل بدأنا بشراء الماء والتمر على حسابنا الخاص
ونقوم بتوزيعهم بين الطرقات للسائقين، وعندما انتشرت مبادرتنا بين
الناس، تسابق أهل الخير للتبرع وتوفير ما يلزم”.

ويتابع كوع: “بعد انشغال صديقاي
لظروفهما الخاصة، أكملت تنفيذ المبادرة لوحدي ويقوم بمساعدتي مجموعة
من الشباب المسلمين في المدينة، وذلك لترسيخ روح التعاون والتطوع
وتفعيل دور الشباب واستثمار طاقتهم في خدمة المجتمع، إضافة لترسيخ
التعايش والسلام والتسامح بين الديانات الثلاث الإسلام، المسيحية،
السامرية”.

لا يقتصر كوع على هذه المبادرة فحسب،
بل يبادر بمشاركة المسلمين في مختلف المناسبات الدينية والوطنية
كتوزيع الحلوى في المولد النبوي، ويقوم بتلبية عزائم الإفطار من
أصدقاءه المسلمين ويبادلهم الزيارات في الأعياد وسط شعوره بكل تلك
الأجواء الجميلة.

من جهته، قال رئيس التجمع الوطني
المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني: “إن المسيحيون يستعدون كل
عام لاستقبال شهر رمضان كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، بدءًا من تزيين
البلدة القديمة في القدس، ومرورًا بمشاركة المسلمين والمسيحيين
بالنشاطات الثقافية والاجتماعية من تبادل زيارات، ودعوات لموائد
الإفطار بين الجيران، وتوزيع التمر والماء في الحواجز المحيطة بالقدس
ورام الله وبيت لحم”.

وأكد دلياني أن التجمع الوطني المسيحي
يقعد إفطاره السنوي في يوم “ليلة القدر” لما لها من مكانة دينية خاصة
لدى المسلمين، حيث يتم استضافة الشخصيات الاعتبارية ليتحول الإفطار
إلى حدث وطني بامتياز.

وأضاف: “إن استضافة المسلمين للإفطار
عادة متوارثة بيننا، وهي جزء من العادات والتقاليد التي نعيشها،
ورسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي أننا شعب واحد صلب وقوي متحد
لمقاومته، ولن نقبل بأي محاولات لزرع الفتن بيننا”.

يحاول الاحتلال الإسرائيلي بكافة الطرق
ممارسة سياسة “فرق تسُد” بين المسلمين والمسيحيين خاصةً في شهر رمضان،
يقول دلياني: “قام الاحتلال بإغلاق ساحة باب العامود في القدس حيث
يتجمع فيه العديد من الشبان المسلمين بعد الإفطار، فقمنا بمشاركة
المسلمين بالمظاهرات والاحتجاجات وعلى إثر ذلك تم اعتقالي، حتى رضخ
الاحتلال لنا وفتح الساحة”.

وأضاف: “نحن كفلسطينيين محصنين من كل
المحاولات الإسرائيلية التي تهدف لتفريقنا، ونقاومها ونقف بوجهها بكل
حزم حتى يتراجع الاحتلال عن أفعاله الدنيئة، وترابطنا ووحدتنا الوطنية
صلبة في كل أيام السنة وليس في رمضان فقط”.

بدوره، قال أستاذ الفقه المقارن في
الجامعة الإسلامية ماهر السوسي، “إن مشاركة واستعداد المسيحيين
لاستقبال شهر رمضان المبارك أمرًا عاديًا، حيث يقوم بعض المسيحيين
بتوزيع عبوات الماء والتمر على مفترقات الطرق بمدينة غزة قبيل
الإفطار”.

وأكد السوسي أن مشاركة المسيحيين
للمسلمين أجواء شهر رمضان المبارك يعزز الوحدة الوطنية ويقوي نسيج
المجتمع الفلسطيني.

[ad_2]

Source link