[ad_1]
أكد مدير البرامج الدينية الإسلامية في جامعة “جورجتاون”، الدكتور
يحيى الهندي، أنه بإمكان العرب والمسلمين أن يعيدوا لفلسطين حريتها
وجمالها، ويعيدوا للأمة مجدها وقوتها، لكنهم تناحروا فيما بينهم
وتقاتلوا وانفصلوا بعصبيات وقبليات، فما عدنا كما كنا.
وقال الهندي، في حوار مع “حياة واشنطن” بمناسبة افتتاح أول مسجد
بجامعة “جورجتاون” الكاثوليكية اليسوعية العريقة، في واشنطن، إن
الوجود الإسلامي في أمريكا ليس حالة طارئة، فالمسلمون بنوا هذا البلد،
وأنشأوه، وسيبقون فيه لأنهم امتداد لحضور تاريخي في أمريكا.
يشار إلى أنه تم قبل أيام افتتاح مسجد “يارو محمود”، تيمناً باسم
أول مسلم أقام في واشنطن منذ عام ١٧٩٢ وحتى عام١٨٢٣، في جامعة
“جورجتاون”، وامتازت عمارة المسجد بالمزج بين الأصالة والحداثة.
وأشار الهندي إلى أن “جورجتاون” تعد أول جامعة في تاريخ أمريكا
تقوم بتعيين مرشد ديني مسلم، موضحاً أن بها نحو ٦٠٠ طالب مسلم
من كافة التخصصات.
وجامعة “جورجتاون” هي جامعة كاثوليكية بحثية خاصة ومقرها واشنطن
العاصمة، وتأسست في عام 1789، وتعد أقدم جامعة يسوعية وكاثوليكية في
الولايات المتحدة، وتقع في حي “جورج تاون” التاريخي.
وكان لافتا أن اغرورقت عينا الهندي بالدموع في احتفالية افتتاح
المسجد، وهو ما فسره بالمشاعر المتضاربة التي انتابته، ما بين الفرح
والبهجة بافتتاح المسجد، والحزن على ما آلت إليه أحوال الأمة، وما بين
الشكر لله على ما تحقق، والأمل والرجاء في تقديم المزيد، وما بين
استرجاع ذكريات الماضي، حيث الإنسان البسيط الذي نشأ في منطقة صغيرة
عالكرة الأرضية ولكنه استطاع بارادته وقوة ايمانه وعزيمته الفولاذية
تحقيق إنجازات في الولايات المتحدة وفي جامعة من أعرق جامعاتها
بل الأعرق في العالم، واستشراف تحديات المستقبل لمواصلة الانجازات،
وقال الهندي، إنها دموع الفرح والحزن والدعاء والأمل والشكر، كل ذلك
في آن”.
وعن فكرة إنشاء مسجد في جامعة يسوعية كاثوليكية، قال مدير البرامج
الدينية الإسلامية في جامعة “جورجتاون”، الدكتور يحيى الهندي إن
الجامعة الأمريكية، واحدة من 28 جامعة كاثوليكية يسوعية في الولايات
المتحدة الأمريكية، لكنها من أعرق الجامعات في أمريكا، وأُسست قبل 230
عاما تقريبا، وباتت أول جامعة تُعين مُرشا دينيا إسلاميا، في العام
1999، وبت أنا أول مرشد ديني إسلامي في تاريخ أمريكا، لافتا إلى أن
رئيس الجامعة في ذلك الوقت، القس ليو جيه اودونوفان، كان لديه رؤية أن
جامعة جورجتاون لا يمكن أن تكون الجامعة التي أرادها المؤسس، إلا
باحترام كل الأديان، وحينها قلت له في الجامعة لا يوجد إلا 113 طالبا
مسلما، في الجامعة، فلماذا تُعين لهم أماما ومرشدا دينيا، فقال القس
اودونوفان: “لم أعينك للمسلمين فحسب، ولكن عينتك للكاثوليك واليهود
والبروتستانت والجامعة تستحق أن يكون فيها عالم مسلم يتكلم باسم
الإسلام والمسلمين، وأريد لغير المسلمين أن يتعرفوا على الاسلام
وحقيقة الإسلام من خلال من يمثله.
وأضاف أن تحديات عدة واجهته في رحلته العملية، أولها أنه كان أول
مرشد ديني مسلم في أمريكا، وبالتالي بداية وظيفة جديدة ليس لها شبيه
قي أمريكا، كان تحديا كبيرا، والتحدي الآخر هو كوني من أصل فلسطيني،
فكونك فلسطينيا في جامعة كاثوليكية في واشنطن، هذا في حد ذاته تحد،
لأن البعض كان يمكن أن يستغل هذا الأمر.
ولفت الهندي إلى أنه متخصص في دراسة الأديان، فهو متخصص في الشريعة
الإسلامية، ونال الماجستير في المسيحية والدكتوراة في الديانة
اليهودية، ودرس الديانة البوذية، وحوار الاديان.
وأوضح أن التحدي الثالث هو “الإسلام فوبيا” لدى البعض، فتعيين مسلم
في جامعة كاثوليكية من الطبيعي أن يرفضه بعض الناس، وهنا واجهت تحدي
إثبات الذات، لافتاً إلى أن “التحديات لا زالت مستمرة”.
وقال: “قدمت نفسي كعالم مسلم إنسان أمريكي يحترم الآخر والتعددية،
فالعرب أنفسهم ليسوا على دين واحد، لكن الامة العربية استطاعت أن تضم
كل التناقضات الفكرية والدينية والعرقية والقبلية”، مضيفا: “أقدم نفسي
للمجتمع الأمريكي كإنسان أولا، وأقدم نفسي كمسلم وعربي وفلسطيني، ولكن
في البداية إنسان”، موضحا أنه يجب على المرأ أن يخاطب القوم بلسانهم،
واللسان هنا ليس اللغة، ولكن القدرة على الخطابة، ومنهجية الطرح،
وأسلوبه، وايديولوجيته.
وأكد أن المسلم ليس عدائيا، بل هو جزء من هذا النسيج الوطني، وأنا
أتعامل من هذا المنطق، وحين تم تعييني مرشدا إسلاميا في الجامعة،
جاءتني رسالة من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ودعاني لزيارة البيت
الأبيض، وكتب لي رسالة اعتبر فيها أن تعييني في هذا المنصب “معلم من
معالم تاريخ أمريكا ذلك البلد المبني على التعددية”، فهو اعتبر تعييني
شيئا طبيعيا، لأني جزء من النسيج الوطني الأمريكي، والمسلمون جزء من
النسيج الوطني الأمريكي، ووجودي ليس ضد التعددية بل يدعم التعددية
التي قامت عليها أمريكا.
وعن سبب تسمية المسجد “يارو محمود”، تيمناً باسم أول مسلم أقام في
واشنطن منذ عام ١٧٩٢ وحتى عام١٨٢٣، في جامعة “جورجتاون”، قال الهندي،
إنه أراد أن يستخدم هذا الصرح وهذا الاسم، لإرسال رسائل مبطنة
أو غير مبطنة للآخرين، فالرسالة الأولى لغير المسلمين من أبناء هذا
البلد، وهي أننا لسنا زوارا له، لكن نحن جزء من هذا البلد، وجزء من
نسيجه الوطني العريق، بدليل أن هذا الرجل (يارو محمود) جاء إلى واشنطن
منذ البدايات، وأسس مؤسسة مالية أستطاعت أن تُنقذ واشنطن من ضائقة
مالية كانت تعيشها زمن الرئيس جورج واشنطن، ومن ثم كان لنا دور إيجابي
ومهم، وبالتالي لسنا حالة طارئة، ولكننا حالة أصلية في هذا البلد، ولن
نسمح لأحد أن يعتبرنا مهاجرين جدد، أما الرسالة الثانية، فللعرب
والمسلمين الهنود والباكستانيين وغيرهم في أمريكا، وهي أنكم لم تؤسسوا
الاسلام في أمريكا، فالإسلام كان موجودا في أمريكا قبل أن يأتي العرب
والمسلمون، وبالتالي فإن العرب امتداد لوجود إسلامي تاريخي عميق في
أمريكا، وليسوا حالة طارئة على أمريكا.
وأوضح الهندي أن مكتشف القارة الأمريكية كريستوفر كولومبوس، جاء
إلى أمريكا بمساعدة خارطة الجغرافي العربي الشهير مؤسس علم الجغرافيا
الحديثة أبو عبد الله محمد الادريسي، لافتا إلى أنه حينما طرح تلك
الحقيقة على طلابه، تفاجأوا وزادت المفاجأة حين أشرت إلى أن هناك ما
يدل في المتحف الوطني في جورجيا، على أن الإسلام وصل إلى أمريكا في
العام 1320، أي أن الإسلام وجد على تلك الأرض حتى قبل
اكتشافها من قبل كولومبوس، بأكثر من قرن من الزمن.
وأشار إلى تعرض بعض المسلمين لاضطهاد وتعامل عنصري في بعض القضايا،
لافتا إلى أن هناك ازدواجية معايير في المؤسسة السياسية والمؤسسة
الاجتماعية في أمريكا، وعزا تلك الحوادث إلى “مصالح خاصة”.
افتتاح مسجد “يارو محمود” في جامعة
جورجتاون
[ad_2]
Source link