[ad_1]
وندفع دفعا الى الجدال والسجال، حين
يستفزنا أولهم، أو يثير حفيظتنا آخرهم ، وأما الاستفزاز حين يقول قائل
” أن العلماء قد اجمعوا على أمر أو تكليف ، وتلقته الأمة بالقبول
والرضا ” فلا إجماع على أمر او تكليف ” كما قال احمد بن حنبل : ” من
قال ان هناك إجماع فقد كذب” إلا أن الإجماع مقبول من جماعة فى زمن
معين وفى مكان معين ، وبالقطع لا ينفى هذا ان يكون فى هذا الزمان وهذا
المكان مخالف او مخالفون، وما بالكم فى ازمان واماكن ورجال مختلفون .
ولم يصلني بعد طول العمر إجابة عن كيف تتلقى الامة امرا أو مسألة أو
تكليفا بالقبول والرضا؟ وقد إختلفوا وتقاتلوا وقتلوا بعضهم بعضا، هذا
مادفع به الشيخ سالم عبد الجليل عن تحريم زواج المسلمة من الكتابي ، ”
ان الفقهاء قد أجمعوا على تحريمه وتلقته الأمة بالقبول ” . وأما
حفيظتنا تثار حين يكون القياس ليس فى محله، او يحتج او يدلل أحدهم بنص
لحكم خاص ويسحبه على العموم ” عموم اللفظ ” وهذا ما استشهد به
“الدكتور أحمد كريمة” يبرهن ويدلل على حرمة زواج المسلمة من الكتابى ،
وقد كنا ضيوفا فى برنامج المواجهة ” الدين والحياة الجزء الثاني ” على
القاهرة والناس للإعلامي المتميز” أحمد سالم ” .
والموضوع: أن البرنامج قد تساءل هل
زواج المسلمة من الكتابي حرام ام حلال ؟ وفيما أكدت عليه ” بعدم وجود
نص قطعي الدلالة والثبوت بالتحريم ” وهو الاصل فى التحريم ، وان آية
تحريم زواج المشركين كما جاءت بالقرآن تحرم زواج المسلمة والمسلم من
المشرك والمشركة ” ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن الى آخر الآية ” ومن
الجائز قبول هذا التحريم للطرفين ، إلا أن السماح للرجل المسلم
بمخالفة هذا الامر والزواج من الكتابية امر يدعو للغرابة ، وإذا كانت
الإباحة بحجة ان الكتابية ليست بمشركة بنص القرآن ” لم يكن الذين
كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ” والواو هنا
واو المغايرة أي ليس اهل الكتاب بمشركين ، فلماذا لا نبيح للمسلمة
الزواج من الكتابي كما اجزنا للمسلم ذلك ، والحكم فى هذه المسالة واحد
للمرأة والرجل ؟ !! . إلا أن الشيخ احمد كريمة قد أصر على يبرهن على
التحريم بآية قرآنية أخرى، ليس لها علاقة بما نقوله إذا عدنا الى سبب
نزولها، وهي الآية العاشرة من سورة الممتحنة
«يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم
المؤمنات مهاجرات، فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات
فلا ترجعوهن إلى الكفار، لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن، وآتوهم ما
أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا أتيتموهن أجورهن، ولا تمسكوا
بعصم الكوافر» لو استمر العمل بهذه الآية لكان زواج المسلم من غير
المسلمة، وزواج المسلمة من غير المسلم على عمومه محرما تحريما قاطعا،
إلا أن الواقع غير ذلك فالمسلم يتزوج من الكتابية على الرغم من الآية
واضحة ” ولا تمسكوا بعصم الكوافر ” أي لا يحل للمسلم ان تكون على
عصمته كافرة ، إلا أن سبب النزول له رأى آخر ، والحكاية : أن صلح
الحديبية قد اشترط على المسلمين أن يردوا من جاءهم مسلما من مكة، ولا
يرد أهل مكة من جاءهم مرتدا من المسلمين، وكان للنساء وضع خاص، فمنهن
من جاءت تلحق بزوجها، ومنهن من خافوا عليهن من وحشة الطريق أو انتقام
أهليهم، وهذا عكس الرجال، فرد المسلمون الرجال، وأبقوا على النساء شرط
«فامتحنوهن» للتأكد من صدق الإيمان، وعلى الرجال فى المدينة تطليق من
على ذمتهم من الكوافر (جمع كافرة) وكان هذا الحكم على الاثنين فى ظروف
الحرب، وليس من الحنكة والحكمة ان تظل زوجات رجال المسلمين فى مكة على
عصمتهم ، فما علاقة المرأة المسلمة بهذا الحكم ؟ وإذا كان التحريم
قائما لماذا يتزوج الرجل المسلم بالكتابية؟
أما عن إجماع الأمة وقبوله كما استند
اليه الدكتور سالم عبد الجليل فلا يخرج عن كونه” رأى “ويمكن الاخذ به
من عدمه، وفحواه ان سبب تحريم الفقهاء زواج المسلمة من الكتابي
وإباحته للرجل ،اولا : ان المسلم مؤمن بنبوة عيسى وموسى ولن يمنع
الكتابية من إقامة شعائرها الدينية ، والعكس عند الكتابي فهو ليس
بمؤمن بنبوة محمد وسوف يمنعها من إقامة شعائرها الدينية ،وهى حجة
بالية وقديمة ، فماذا لو اجاز لها ذلك ؟ فضلا على ان حرية العبادة حق
ومصانة في كل بلاد العالم الحر ومنتهكة ومنة وفضل فى بلادنا، ثانيا:
الخوف ان يلحق الابناء بديانة الأب، وفيها الكثير، فمثلا ماذا لو
اتفقا على إلحاقهم بديانة الأم؟ وماذا لو كان أحدهم غير قادر على
الإنجاب؟ او تخطت المرأة هذه المرحلة؟ او إتفقا على عدم الإنجاب؟ أو
السن للطرفين يحول من الإنحاب ؟ هل ينتفي السبب؟ هذا تحريم ليس من حق
البشر فقيها أو خليفة، وهو حق الله فقط.
اما عن ” عنترية البعض فى مقولة ”
نرثهم ولا يرثوننا كما ننكح نساءهم ولا ينكحون نساءنا” فقد عفي عليها
الزمن، ولم يعد للغطرسة والفظاظة مكان، الحقوق لا تتجزأ، والعدل لا
يقبل المساومة او التقسيم، والرحمة على الغريب قبل القريب وعلى
الحيوان والإنسان، وإذا غاب العدل والرحمة عن الحكم قل ما جاء ليس من
عند الله ” الدولة المدنية هي الحل”
** كاتب مصري
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر
بالضرورة عن رأي “الحياة
واشنطن “
[ad_2]
Source link