[ad_1]
سبورت 360 – لم يعد الأمر مجرد صدفة أو حظ كما يدعي كثيرون، ريال مدريد يعرف كيف يعود، ولديه شخصية البطل بالفعل، جملة من كلمتين فقط كانت تتردد دوماً في مباريات الريال خاصةً بدوري أبطال أوروبا في السنوات الماضية، وبكل أمانة كنت من الذين لا يؤمنون بهذه المقولة، حتى في الموسم الذي عرف تتويج الريال باللقب بتخطي عقبة منافسين من العيار الثقيل، على غرار باريس سان جيرمان، تشيلسي، مانشستر سيتي، وليفربول في المباراة النهائية.
لم أكن أعرف ما يحدث للفرق التي تواجه ريال مدريد، خاصةً في نسخة الموسم الماضي من دوري الابطال، هل هو حظ حقاً؟ أم أنه أمر آخر، ووصلت في النهاية إلى محصلة مفادها أن الريال فاز فقط بفوارق فردية غير عادية، بالأخص من كريم بنزيما وتيبو كورتوا.
أما اليوم، بعدما عاش ليفربول كابوساً مرعباً في معقله، أنفيلد رود، بخسارة جنونية بخمسة أهداف لهدف، يمكنني التأكيد أن شخصية البطل لم تعد كذبة، بالنسبة لي، لأن الريال بالفعل حتى لو لم يلعب، يمكنه الفوز، واليوم الميرينجي استحق الانتصار بجدارة، فكرة القدم تقوم بالأساس على مهارة أو استغلال أخطاء، فمن غير المنطقي أن تمنحني الكرة وتطلب مني تسجيل الهدف وأنا أرفض، بالطبع لا يمكن تخيل ذلك.
ريال مدريد – الدوري الإسباني
شخصية البطل والمنظومة
القصة برمتها ترجع لشخصية البطل التي تربت داخل نفس كل لاعب يرتدي قميص ريال مدريد، منذ اللقب الأول مع زين الدين زيدان، ومروراً بالألقاب التالية حتى وقتنا الحالي، الفريق أصبح يؤمن بقدرته على العودة، حتى مع التأخر بهدف أو أكثر، وطالماً أن المباراة 90 دقيقة، فهذا يعني ضرورة التمتع بقوة ذهنية غير عادية، وهو الأمر الذي يتواجد بالفعل لدى مدريديستا الجيل الحالي.
حتى المواهب الشابة في مدريد، تدخل في منظومة شخصية البطل بشكل رائع، وتجر عربة الفريق مع بقية الأفراد دون كل أو ملل، وهذا ما يصنع الانتصار في النهاية، وما جعل فريق مثل ليفربول، ينخفض مردوده ويقل تركيز لاعبيه ما أسفر عن أخطاء كارثية تسببت في الخسارة بهذا الشكل في نهاية المطاف.
بكل صراحة، التأهل حُسم من قلب أنفيلد، إلا لو كان لكلوب ورجاله رأي آخر، ولا أظن أن ذلك سيحدث، لكن كرة القدم علمتنا ألا نطلق الأحكام قبل صافرة النهاية.
ريال مدريد وليفربول – دوري أبطال أوروبا
سيناريو الريمونتادا لا يسمح
ليفربول كان يمكنه حسم الأمور مبكراً، أكثر من فرصة سهلة، بعد البداية المهزوزة لكتيبة أنشيلوتي، لكن سيناريو الريمونتادا لا يمكن أن يسمح بذلك، ثقة لاعبي الريدز الضعيفة بأنفسهم، ورهبة اللعب ضد اسم ريال مدريد، والذي يمكن اختزاله في شخصية البطل، ورعونة البعض الآخر أمام المرمى، فضلاً عن الحالة الدفاعية الرثة للفريق ساهمت في عودة فينيسيوس جونيور بتسجيل الهدف الذي نشط أذهان اللاعبين ذوي القميص الأبيض من جديد، وكأنه قال لهم “نحن مدريد، نحن أبطال أوروبا”.
وكان هدف فينيسيوس بالفعل هو شرارة الانطلاق لعودة الريال من جديد، وكنت أظن أن التعادل سيأتي لا محالة، وإن حدث ذلك سينهار ليفربول، وهو ما حدث بالفعل، لكن المفاجأة بالنسبة لي كانت في توقيت هدف التعادل.
الملفت للانتباه أيضاً، حالة الثقة التي أصبح يتمتع بها فينيسيوس في المباريات، والتي رأيناه يسجل هدفاً خرافياً ويضغط ويستخدم عقله في الهدف الثاني ويتحرك قبل إرجاع الكرة لأليسون بيكر ليضغط عليه ويتسبب في إرباكه، ما جعله يسدد الكرة بالشكل الذي رأيناه، وتستقر في النهاية في مرماه.
في رأيي، ليفربول خسر ذهنياً، عندما ظن أنه انتصر على الريال وأن المباراة في طريقها لتكون انتصار بثلاثية أو برباعية لمصلحته، بعد هدف محمد صلاح، الذي يمكن اعتباره هفوة غير مقصودة من تيبو كورتوا، لا تقلق من موسمه المبهر على الإطلاق، فهو لم يتعلم الدرس المدريدي الذي تلقاه من قبل، حتى الآن.
فينيسيوس جونيور و رودريجو – ريال مدريد – الدوري الإسباني
ليفربول خسر قبل أن يلعب المباراة
كتيبة كلوب خسرت المباراة أصلاً قبل أن تلعبها، فمن غير المعقول أن يساعد مدرب الخصم لاعب الفريق المنافس على استعادة ثقته بنفسه قبل الصدام بينهما، وفي رأيي أن كلوب لم يكن عليه قول ما قاله بشأن فينيسيوس في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، حين ذكر أنه أصبح أسطورة بالفعل من أساطير النادي الملكي، تصريح جانب الألماني فيه التوفيق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كان يمكن لكلوب أن يدافع عن فينيسيوس، يكتفي فقط بالدفاع عنه عند السؤال في المؤتمر بشأن تعرضه للعنصرية، ولكن المبالغة في تفخيمه أعادت اللاعب لأفضل مستوياته وكان فريق الألماني هو أول من يدفع الثمن.
البرازيلي كان محرك عربة ريال مدريد الأول في الفترة الأولى، وكانت الخطورة من ناحيته فقط، وفريق أنشيلوتي كان يمرر الكرة دوماً ناحيته من أقصى الجهة الأخرى، حتى بكرات طولية دون النظر، لم لا وهو مكمن الخطورة في شوط اختفى فيه كريم بنزيما قبل أن يظهر الفرنسي ويثبت من جديد أنه يملك تناغماً واضحاً مع فيني، ويملك لمسة لا يستهان بها أمام المرمى.
خلاصة قصة الأنفيلد، أن ريال مدريد فاز باستحقاق، ويمكنه حتى الانتصار لو لم يلعب الكرة الممتعة، الدفاع المنظم واستغلال أخطاء الخصم خطة ناجحة، وتبقى كذلك مزينةً بشخصية البطل التي لا يستهان بها على الإطلاق، ويجب أن يعرف كل صغير وكبير في القارة العجوز أن أي مباراة يكون طرفها الميرينجي لا تنتهي إلا مع صافرة النهاية.
[ad_2]
Source link