أمن الطاقة والأسواق العالمية

[ad_1]

تعزيز الأمن المائي والطاقي والغذائي
في عصر يتزايد فيه الطلب والتدهور والنضوب وتغير المناخ بات أمراً
ملحاً. فالماء والطاقة والغذاء تتعرض لضغوط متزايدة لتلبية الطلب من
عدد متزايد من السكان في ظل انعدام الأمن بسبب نضوب الاحتياطيات
وتدهورها. إن الروابط المعقدة بين موارد المياه والطاقة والغذاء
والعلاقات ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والنظم البيئية
والصحية والتنمية البشرية والتنمية المستدامة تعزز الحاجة إلى التغيير
التحولي.

تتسبب الانقسامات الجيوسياسية الحالية
بين القوى الكبرى في توقف الأسواق العالمية عن العمل بشكل طبيعي.
فالأسواق نفسها أصبحت مجزأة، وسلاسل التوريد باتت أكثر خطورة، في ظل
ضعف حوافز الاستثمار. وتنطبق هذه المخاوف على العديد من السلع، ولكن
أهمها أسواق الطاقة والغذاء، والتي تعتبر بالغة الأهمية لجميع
البلدان. من ناحية أخرى، يؤدي التسارع العام للتضخم إلى زيادة تكاليف
الإنتاج ما يزيد الضغط التضخمي.

منذ بداية عام 2022، ارتفعت التكلفة
الإجمالية لموارد الطاقة في العالم بنحو 41٪. كما بلغ النمو في تكلفة
المواد الزراعية الخام 22٪ في فصل الصيف من العام الحالي. وفي خضم
الصدمات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية، فقد دخل الاقتصاد العالمي
فترة من الاضطراب والتحول الهيكلي. إلى حد ما، تشبه هذه الفترة ما
شهده العالم في السبعينيات من القرن الماضي، لكن الاحتمالات الحالية
لسياسة مواجهة الأزمة في معظم البلدان لا تزال محدودة للغاية. إن
المستوى المرتفع للديون المتراكمة والحاجة إلى تشديد السياسات النقدية
يعقد استخدام أدوات السياسة الاقتصادية التقليدية.

كل هذا يعني أنه في السنوات القادمة،
ستكون أسعار الطاقة والغذاء مرتفعة للغاية–أعلى مما اعتدنا عليه في
السنوات الأخيرة، ما يشي بأن الأمن الغذائي وأمن الطاقة سينخفضان بشكل
موضوعي، ما يفاقم ظاهرة الفقر. أسواق الموارد العالمية لا تزال تعاني
من آثار الصراع العسكري الروسي الاوكراني لأن البلدين من الموردين
الرئيسين للطاقة والغذاء والأسمدة. أدى انقطاع العرض والتطبيق المباشر
للعقوبات الاقتصادية على روسيا والقيود التجارية والتدخلات السياسية
إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالميا.

فقبل الأزمة الأوكرانية، كان الطلب على
أسواق الطاقة والأغذية والأسمدة يفوق الإمدادات ويرفع الأسعار. وفي
أعقاب جائحة كورونا، نشبت أزمة عالمية في تكلفة المعيشة، تميزت
بارتفاع مستويات الطاقة وفقر في الموارد الغذائية. ويشكل ارتفاع أسعار
الطاقة والغذاء تهديدات فورية للأمن البشري، لا سيما بين السكان ذوي
الدخل المنخفض والفئات الفقيرة في جميع الاقتصادات على خلفية التضخم
بعد الوباء والقدرة المالية المحدودة.

قد تؤدي هذه التحديات أيضا إلى مخاطر
متتالية، بالتماهي مع الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
القائمة لإثارة الاضطرابات وحتى المزيد من الصراع في أجزاء أخرى من
العالم. فهناك احتمالية لحدوث صدمات أسعار أو عرض الموارد ما يزيد من
حدتها.

لذلك على الحكومات أن تستثمر في
مجتمعات واقتصادات مرنة أكثر لمواجهة الصدمات والتحديات بإعداد
سيناريوهات وبروفات لمثل تلك المشاكل وطرح حلول لها.

 

*  إعلامي وسياسي أردني

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن
رأي “الحياة واشنطن “.

[ad_2]

Source link