[ad_1]
إنها أقوى إشارة على مضي المملكة العربية السعودية في
قطار التطبيع مع إسرائيل دون مواربة، رغم ما تسعى إليه كلمات الساسة
من مداراة، إنها “رحلة الأديان”، حيث الشعارات البراقة التي تخفي
علاقات أُريد لها أن تتصدر الواجهة في المنطقة.
في “رحلة الأديان” تسود شعارات التسامح والتعايش، وفيها
يغرس يهود وإسرائيليون فسائل النخيل الباسقات أمام المسجد النبوي في
المدينة المنورة، فبعد خيبر، امتدت أرجل اليهود والإسرائيليين إلى
المدينة المنورة ذاتها، بعدما استقلوا قطار “رحلة الأديان”.
العيسى يستقبل
الوفد اليهودي
في تلك الرحلة ترأس رئيس “مركز السفاردي” في لندن،
المصرفي ريك صوفر (63 عاما)، الوفد اليهودي، الذي زار المدينة المنورة
في السعودية وأبو ظبي في الامارات، وضم إسرائيليين من بينهم الصحفي
جاستن كوهين، الذي التقط لنفسه مقطع فيديو من أمام المسجد النبوي في
المدينة أثناء إقامة الصلاة، قائلا: “ها نحن نزرع النخيل، ونؤدي
طقوسنا اليهودية مرة أخرى بعد 1400 سنة”.
“رحلة الأديان” تخطت أماني الإسرائيليين في زيارة مدينة خيبر الواقعة
إلى جهة الشمال من المدينة المنورة، إذ مكنتهم من زيارة المدينة
المنورة ذاتها.
وكانت السعودية أطلقت خطة لتحويل مدينة خيبر إلى موقع
سياحي جذّاب، وافتتحت الشهر الماضي، مركزا للزوار فيها، حيث سيتمكن
زائروها من القيام برحلات إلى الينابيع، والجولات بين المنازل
القديمة، وزيارة البراكين القريبة، والتحليق بطائرة هليكوبتر فوق
المقابر القديمة.
لكن الإسرائيليين لم يكن بوسعهم زيارتها إلا لمن يحمل جواز سفر غير
إسرائيلي، وهم منوا أنفسهم بتطبيع مرتقب لتحقيق الحلم، ولم يكن يدور
بخلدهم أن يهودي بينهم إسرائيلون، سيغرثون فسائل النخيل في المدينة
المنورة ذاتها، كجزء من برنامج عُرف بـ “رحلة الأديان”.
وزارت مجموعة تمثل الأديان السماوية، كلا من السعودية
والإمارات، وقاد وفد اليهود المصرفي البريطاني اليهودي ريك صوفر، الذي
ارتبط بعلاقات جيدة مع السعودية، إذ استقبله، الشهر الماضي، سفير
المملكة في لندن، الأمير خالد بن بندر بن سلطان، لمناقشة ترتيبات
رحلته إلى السعودية، وفي 15 مارس الجاري، استقبله رئيس هيئة علماء
المسلمين في السعودية، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد
العيسى، لكن الهيئة لم تشر إلى أن الوفد يهودي، واكتفت بالحديث عن
لقاء مع معهد “وولف للأبحاث” في جامعة “كامبريدج” بالمملكة
المتحدة.
ودعت السلطات السعودية، المُنظمة للرحلة، كل مشارك في
برنامج “رحلة الأديان”، إلى غرز فسيلة نخل من صنف “عجوة التمر”، الذي
يُزرع فقط في المدينة المنورة والذي ذُكر في السنة النبوية.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن صوفر، قوله: “يعلم الجميع أنني يهودي،
وإذا أخبرني أي شخص قبل خمس أو حتى عشر سنوات أنني سأتمكن من القدوم
إلى السعودية، وأيضا مع أصدقائي، وسأفعل ذلك (غرس فسائل النخيل)،
بالكاد أصدقهم”، مضيفا: “ليس فقط القدوم إلى المملكة العربية
السعودية، ولكن يتم استقبالنا بطريقة ودية ومضيافة، هو حقًا شيء رائع
(…) القدوم إلى المدينة المنورة، المدينة الساحرة والمستنيرة، هو
شيء رائع للغاية”.
وقال: “قمنا بزراعة النخيل في المدينة المنورة، وفي نفس المكان الذي
زرع به اليهود سابقا، لقد كنت فعليا أول شخص يهودي يزرع نخلة في
المدينة منذ 1400 عام”، مضيفا: “في زياراتي السابقة إلى السعودية، لم
أقم بالإعلان عن ديني اليهودي، لكن الآن أستطيع أن أقولها وبشكل
علني”.
وتابع: “آمل أن تؤدي هذه اللحظة الرائعة إلى المزيد من اللحظات
الرائعة من الأخوة والتعايش والوئام السلمي. إنها حقا مناسبة
مؤثرة”.
والتقت المجموعة المشاركة في برنامج “رحلة الأديان”، بالعديد من
الأئمة المسلمين والفنانين من السعودية والإمارات، وزاروا “بيت
العائلة الإبراهيمية” في أبو ظبي، وهو مجمع الأديان الذي افتتح
حديثًا، ويتألف من ثلاثة أبنية للصلاة متساوية الحجم: كنيس وكنيسة
ومسجد.
[ad_2]
Source link