[ad_1]
أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع، لتفريق
مئات المتظاهرين، غالبيتهم عسكريون متقاعدون، خرجوا وسط العاصمة
بيروت، احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية، وحاولوا اقتحام حرم
السراي الحكومي.
هذا التحرك أعاد إلى الأذهان التظاهرات غير المسبوقة التي شهدها لبنان
في خريف 2019، احتجاجًا على بدء تدهور الأوضاع الاقتصادية، مطالبين
برحيل الطبقة السياسية التي لا تزال تمسك حتى اليوم بزمام الأمور، من
دون أن تقدم أي حلول.
وخلال الاحتجاجات، تجمّع المتظاهرون في ساحة رياض الصلح وسط بيروت،
مقابل السراي الحكومي، ورفع بعض المتظاهرين الأعلام اللبنانية، ورددوا
هتافات مناهضة للسلطة.
وحمل أحد المتظاهرين، كان يرتدي زيًا عسكريًا، لافتة كتب
عليها: “نناشد المجتمع العربي والدولي أن يخلصونا من الطبقة الحاكمة
الفاسدة”، وحملت توقيع “متقاعدي الجيش اللبناني”، حسب ما ذكرت وكالة
فرانس برس.
وتخلل التظاهرة عمليات كر وفر بعد إطلاق قوات الأمن
الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من أجل تفريقهم، بعد تمكن مجموعة
منهم من إزالة الأسلاك الشائكة والتقدّم باتجاه حرم السراي
الحكومي.
وشهدت الاحتجاجات، إصابة متظاهر بجروح في رأسه خلال
إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وعنصر من الجيش جراء رشق المتظاهرين
للحجارة.
ووقعت حالات إغماء في صفوف المتظاهرين، حسب الوكالة
الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.
من جانبهم، فصل عناصر من الجيش بين المتظاهرين والقوى
الأمنية؛ لاحتواء التوتر بعد إطلاق القنابل المسيلة للدموع
بكثافة.
وخلال التظاهرات، عبّر العميد المتقاعد خالد نعوس (70
عامًا) عن غضبه من الوضع في لبنان، قائلا: “كان راتبي حوالي 4 آلاف
دولار قبل الأزمة، وهو يعادل 150 دولارًا في اليوم”.
وتابع: “نشعر بالذل بينما نحاول أن نعيش حياة كريمة
لأننا غير قادرين على تأمين مستلزمات منزلنا. بلغنا مرحلة اليأس، إذ
أخذت المصارف تعويضات تقاعدنا ولم تبق لنا رواتب، ولهذا ننزل اليوم
إلى الشارع”.
متظاهر آخر عرّف عن نفسه باسم حاتم (73 عامًا)، وهو
أستاذ متقاعد من التعليم الثانوي، قال: “أقبض راتبي بالليرة، وكل من
ينالون رواتبهم بالليرة انهارت معيشتهم ولم يعد بإمكانهم توفير الحد
الأدنى من احتياجاتهم”.
وأضاف: “كيف أعيش؟، يعادل راتبي مئة دولار بينما فاتورة
المولّد مئة دولار”، في إشارة إلى المولدات الخاصة التي تغطي ساعات
انقطاع الكهرباء طوال اليوم، وتطلب من الزبائن الدفع بالدولار أو وفق
سعر صرف السوق السوداء.
وتابع حاتم : “أصبحت مضطرًا لأن أكون نباتيًا، باعتباري
غير قادر على شراء اللحمة أو قارورة الغاز، أتنقل منذ أسابيع سيرًا
على الأقدام في بيروت، لعجزي عن توفير الوقود لسيارتي”.
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أزمة اقتصادية صنفها البنك
الدولي بين الأسوأ منذ عام 1850، وتُعتبر الأسوأ في تاريخ
لبنان.
ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة، لم
يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدّخراتهم العالقة.
وسجّلت الليرة اللبنانية، أمس الثلاثاء، انهيارًا
تاريخيًا مع تجاوز سعر الصرف عتبة 140 ألف مقابل الدولار، الأمر الذي
تسبّب بارتفاع أسعار السلع كافة، خصوصًا المحروقات والسلع والمواد
الغذائية، التي أصبحت تسعّر بالدولار بعد رفع الدعم عنها.
[ad_2]
Source link