الأموال تجلب البطولات لكن ليس بطريقة باريس .. إخفاق أوروبي جديد

[ad_1]

سبورت 360- لم يعد إقصاء باريس سان جيرمان من بطولة دوري أبطال أوروبا أمراً مفاجئاً على الإطلاق، فرغم أن الفريق مدججاً بالنجوم، إلا أنه يُظهر بشخصية ضعيفة جداً في البطولة الأهم على صعيد الأندية مراراً وتكراراً.
في الموسم الماضي، الفريق انهار في ظرف ثلث ساعة فقط ضد العملاق ريال مدريد، بعد أن كان متقدماً بهدفين نظيفين بمجموع المباراتين، بينما هذا الموسم لم يتمكن حتى من إظهار أي تفوق ولو طفيف على خصمه بايرن ميونخ الذي استحق بطاقة التأهل، فقد كان الطرف الأفضل ذهاباً وإياباً.
باريس سان جيرمان قدّم أداء متوسط في الشوط الأول، وحاول أن يلعب ضد البايرن نداً لند، لكنه انهار في الشوط الثاني وتلقى هدفين مع الرأفة، لتنتهي قصة ليو ميسي وكيليان مبابي مبكراً في دوري الأبطال خلال النسخة الحالية.
المشكلة ليست بالأموال وإنما بباريس سان جيرمان نفسه
بالطبع بعد كل إقصاء لباريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا نسمع الجملة الشهيرة “الأموال لا تجلب البطولات”، وفي الواقع هذه الفرضية ليست صحيحة على الإطلاق، لأن عالم كرة القدم الحال قائم على المال، ولنا بانهيار الكرة الإيطالية أكبر مثال، ويمكنك أيضاً أن تنظر لما حدث مع برشونة على الصعيد الأوروبي وسط الازمة المالية التي يعاني منها في آخر السنوات.
المال هو العنصر الأساسي للأندية لكي تستطيع المنافسة باستمرار، وأن لا تقدّم موسم جيد ثم تختفي عن الساحة كما تفعل أندية الصف الثاني، ولو راجعنا جميع المتوجين بلقب دوري أبطال أوروبا آخر 15 عاماً، ستجد أنه تم السيطرة على اللقب من الأندية الأقوى اقتصادياً.
أفهم أن القصد من هذه الجملة هو الأموال التي تأتي من المستثمرين وليس العمل الاقتصادي والرياضي للنادي، لكن حتى أموال المستثمرين جلبت البطولات لأندية مثل تشيلسي الذي يعد مؤسساً لمجال الاستثمار الحديث في كرة القدم، حيث حقق الفريق لقب دوري الأبطال في مناسبتين خلال العقد الماضي، وفاز بعدة ألقاب في الدوري الإنجليزي، بعد أن كان يُصنف ضمن الفرق المتوسطة في إنجلترا قبل وصول رامون أبراموفيتش عام 2003، والحال نفسه ينطبق على مانشستر سيتي حتى وإن لم يحقق لقب دوري الأبطال، لكنه هيّمن على الكرة الإنجليزية بشكل لم يفعله أحد مثله مؤخراً.
وكل هذا يقودنا إلى استنتاج واحد فقط، ألا وهو أن المشكلة الحقيقية بالطريقة التي يدار بها مشروع باريس سان جيرمان، وليست بالأموال المتوفرة في النادي والقدرة الكبيرة على جلب النجوم، فمنذ بداية هذا المشروع مع ناصر الخليفي، ولم نشعر للحظة أن هناك رؤية واضحة أو خطة يتم السير وفقها، على عكس مانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول ومعظم الأندية الكبيرة المملوكة لأشخاص.
الشيء الوحيد الذي يقاتل عليه باريس سان جيرمان بشكل حقيقي هو التعاقد مع ألمع النجوم وأشهرهم، وعدم السماح لهم بالمغادرة لاحقاً، وبالطبع هذه العقلية لن تجلب سوى الدمار والفوضى، لأنك تضطر بالنهاية لإنفاق أموال أكثر من اللازم بهدف إسعاد اللاعبين، ليتحول الأمر من عقد احترافي إلى عقد احتكار وملكية.
شاهد الطريقة التي أنهى فيها لاعبو باريس سان جيرمان مباراة بايرن ميونخ، تشعر وكأنهم خسروا مباراة بلا قيمة في الدوري المحلي، وليس ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ويمكنك ملاحظة ذلك أيضاً من الروح القتالية المنعدمة عند معظم اللاعبين في الشوط الثاني، فعلى سبيل المثال، كان الفريق متأخراً بهدف، بينما تجد ميسي ومبابي خارج نطاق اللعب تماماً عندما يملك بايرن ميونخ الكرة، وطالما أن أهم لاعبين في النادي غير مستعدين للتضحية من أجل الفريق، فمن الذي سوف يفعل ذلك؟
إن لم تغيّر إدارة باريس سان جيرمان العقلية الغريبة المتمثلة بضم النجوم اللامعة واحتكارها، فلن يحصل أبداً على فريق يلعب من أجل سمعة وشعار النادي، لأن الرسالة التي يتم إيصالها للنجوم في كل موسم هي “ابقوا معنا وسنحقق أحلامكم مالياً” وهذا لن يقود إلى تحقيق نجاح كروي، لأن أحلاهم تتحقق ببساطة بغض النظر عن النتيجة النهائية للموسم.
يمكنك أن تراجع صفقات باريس سان جيرمان في آخر 5 سنوات، وأن تقارنها بصفقات مانشستر سيتي على سبيل المثال، فستجد أن هناك فارق واضح في عقلية الناديين، لأن باريس يبحث عن شهرة اللاعب بغض النظر عن مستواه وحاجة الفريق والمدرب له، على عكس السيتي الذي يُركز على احتياجات المدرب والمستوى الفني للاعب بغض النظر عن جنسيته أو النادي الذي يلعب به أو مدى شهرته عالمياً.
المرة الوحيدة التي شعرنا فيها أن باريس يملك مشروعاً حقيقياً كانت عندما وصل توماس توخيل وحاول التحكم بكل شيء، لكنه اصطدم حينها بغرور اللاعبين الذي كانت تًغذيه إدارة النادي، كما دخل في خلافات مع الإدارة الرياضية وتم إقالته في نهاية المطاف بحجة سوء النتائج، رغم أنه وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي منذ بضعة أشهر فقط.
باختصار، إدارة باريس سان جيرمان لا تملك أدنى فكرة عن كيفية بناء فريق كرة قدم حقيقي، كل ما تفهمه هو جلب هذا النجم وتوجيه ضربة قاسية لهذا النادي، ومنع هذا اللاعب من الرحيل، وتجديد عقد هذه الأسطورة، في حين أن بناء الفرق للمنافسة على لقب مثل دوري أبطال أوروبا يتطلب أكثر من ذلك بكثير، فكما قلنا، المشكلة ليست بالأموال وإنما بطريقة إدارتها وإنفاقها.

[ad_2]

Source link